البداية
قصتي مع الكوتشينج بدأت من لحظة ألم شخصي. بعد سنوات من التدريب والفنون القتالية والعلاجية، وبينما كنت أدرّس وأقود مركزًا ناجحًا في القاهرة، وجدت نفسي غارقًا في العمل، ساعات طويلة تبعدني عن أسرتي في وقت كانت زوجتي حاملاً بابنتي. سألت نفسي: هل أنشأت أسرة ليعيش أطفالي مع المربيات بدلًا مني؟ هذا السؤال كان نقطة التحول التي دفعتني للبحث عن معنى أعمق لحياتي.
التحدي
أصعب ما واجهته كان أنني كنت أقدّم كل ما تعلمته بالطريقة التقليدية الشرقية: التكرار والانضباط. لكني أدركت أن طلابي الذين توقفوا عن الاستمرار لم ينقصهم المهارة، بل الدافع الداخلي. لم أرد أن أكون مصدر حماس مؤقت يختفي بغيابي. هذا التحدي جعلني أعيد النظر: أريد أن أكون رفيق رحلة، لا مجرد مدرّب.
الاكتشاف
الاكتشاف الكبير جاء في كندا، حين قدمت لي إحدى طالباتي فكرة "الكوتشينج" كمهنة. اكتشفت أن ما أبحث عنه موجود فعلًا، لكنه يحتاج أن أدمج بين الحكمة الشرقية والنهج الغربي. ومن هنا وُلدت بذرة "التفكير الحسّي" (Somatic Thinking): فلسفة تربط الجسد بالعقل بالحضور في اللحظة.
الإنجاز
منذ تلك اللحظة، أخذت الرحلة أبعادًا عالمية. أصبحت أول عربي يحصل على اعتماد
MCC من الاتحاد الدولي للكوتشينج، وكرّمتني الـICF كأحد قادتها الشباب في 2019. أسست
أكاديمية كُن التي خرّجت أكثر من 500 كوتش، وانتشرت فروعها من روما إلى دبي والقاهرة وبغداد وجدة. الأثر الذي أعتز به هو رؤية مئات الكوتشز العرب يستخدمون المنهجية ليصنعوا تغييرًا في مجتمعاتهم بلغاتهم وثقافاتهم.
شهادة الآخرين
أكثر ما يلمسني أن عملائي يرون الكوتشينج معي ليس مجرد مهنة، بل "طريقة حياة". أحدهم قال:
"سأمرّ بتجربة غيرتني إلى الأبد. لم تساعدني فقط أن أنجز، بل أن أصبح إنسانًا أفضل." هذه الكلمات دائمًا تذكرني أن الإنجاز الحقيقي هو أن يرى الإنسان نفسه بوضوح.
اليوم والغد
أسلوبي يتميز بالبساطة والعمق معًا: أدمج بين الحكمة الشرقية والتقنيات الغربية الحديثة، وأجعل "الحضور" هو المفتاح لأي مهارة أو وعي. رسالتي أن نعيد تعريف النجاح: ليس ما نحققه فقط، بل كيف نعيش في لحظتنا بوعي وارتباط حقيقي بأنفسنا وبالآخرين. رؤيتي القادمة أن أرى أكاديمية كُن تتحول إلى حركة عالمية تُعيد للتربية روحها، وتزرع في الناس القدرة على النمو بما يتجاوز الحدود.